كان كارلمبيوس كاهناً يخدم النفوس في مانيسيا من اسيا الصغرى، مبشراً بانجيل الحق والخلاص استحضره لوتيانيوس والي آسيا الصغرى، وامره بالسجود للاصنام فقال له:" اننا لله وحده نسجد لا للشياطين الذين يرتعدون من ذكر اسمه". فاستشاك الوالي غيظاً وأمر بجلده فعرَّوه من الثوب الكهنوتي وجلدوه جلداً قاسياً من قمَّة رأسه حتى أخمص قدميه. وهو صابر لا يتذمَّر، بل التفت الى الجلادين وقال لهم بوجه باش:
" شكراً لكم، يا أخوتي، لانكم جددتم نفسي وجسدي بهذا العذاب". فقال الجلادون للوالي واعوانه: انَّ تعذيب هذا الكاهن عار عليكم وفخر له. فظنَّ قائدهم انهم قصّروا بجلده، فأنّبهم وهجم على القديس يوسعه ضرباً بيديه، فعلقت يداه بجسم الشهيد جامدتين، ووثب الوالي يتفل بوجهه فمسخ رأس الوالي فدهش الجلاّدونَ والحاضرون وارتعدوا وآمن كثيرون منهم... فصلّى القديس غافراً للوالي وللقائد، فاستقام رأس الوالي وانحلَّت يد القائد واسمه لوثيوس فآمن حالاً واعتمد. وبلغ ذلك الملك وهو في انطاكية فأرسل جنوداً أتوه بالقديس موثوقاً ومربوطاً بلحيته بذنب حصان. فأجرى عليه الملك عذابات مبّرحة ونال اكليل الشهادة بقطع الرأس في السنة 202.
وآمن اثنان من الجلادين هما بورفيريوس ودوكستوس وثلاث نساء من مانيسيا. قطعت رؤوسهنّ مع الجلادين ونالوا اكليل الشهادة في الوقت نفسه. صلاتهم معنا. آمين.
#شربل سكران بألله