ولد هذا القديس في قيصرية فلسطين في اواسط القرن الرابع. ومنذ صغره هجر وطنه وذهب الى القفر يسير في طريق الكمال بالنسك وممارسة الفضائل، فمنحه الله موهبة الآيات وصنع العجائب. وعاش في تلك الخلوة خمساً وعشرين سنة، عيشة ملائكية.
فدفع عدو البشر احدى النساء الساقطات لتغريه فذهبت اليه وأخفت زينتها في صرة وارتدت ثياب المتعبدات وجاءت تطرق بابه في ليلة اشتدَّ فيها المطر وطفقت تستغيث به ليقبلها ويؤويها ولا يدعها فريسة للوحوش في ذلك الظلام الدامس. ففتح مرتينيانوس باب صومعته ورأى تلم المرأة بهيئتها الرثَّة فرقَّ لها وادخلها واوقد لها ناراً واعطاها ثمراً لتأكل واعتزل في منسك قريب قضى الليل فيه بالصلاة. ولمّا لاح الفجر، ذهب الى تلك المرأة ليصرفها، فرأى امامه امرأة تتلألأ حسناً وزينة فوقعت من نفسه، لكنَّ نعمة الله سندته فادرك فظاعة الاثم ورفع عينيه الى السماء وأضرم ناراً ادخل رجليه فيها فانتصر على التجربة. ولدى هذا المشهد تأثرت المرأة جداً فنزعت ثيابها الثمينة وارتدت خلقانها الرثة وجثت باكية على قدمي القديس طالبة الصفح والغفران، واعدة بأن تمضّي عمرها بالتوبة، فأوعز اليها بان تذهب الى دير في بيت لحم تحت تدبير القديس باولا. فذهبت ومكثت اثنتي عشرة سنة، ممارِسةً افعال التوبة الشاقَّة. ثم رقدت بالرب.
أمّا مرتينيانوس فمَا زال الشيطان يلاحقه بالتجارب حتى ألجأه الى الهرب. فتاهَ على وجهه في كل مكان، يزور الكنائس ويعيش من الاستعطاء. ووصل الى اثنا، حيث عرف بدنّو أجله، فدخل الكنيسة، وبينما كان يصلّي مستعداً لملاقاة ربّه، جاء أسقف المدينة بإلهام الله، يعزّيه ويشجعّه. وبعد ان تزوَّد الاسرار المقدسة، رقد بالرب في أواخر القرن الرابع. صلاته معنا. آمين!
#شربل سكران بألله