مسيحي من القواد البارزين في الجيش الروماني، قد أرسل مع فرقته الى أماسيا عاصمة الولاية في تركيا، فعسكرَ في تلك المدينة. يوم ثار الاضطهاد على المسيحيين. ولم يكن تاوذورس ليبالي بالاضطهاد والعذاب، بل كان يجاهر بكونه مسيحياً. فاستحضره القائد الاعلى وسأله عن معتقده، فأجاب أنه مسيحي وديانته تفرض عليه الاخلاص لربّه اولاً ثم لمليكه ووطنه. فأعجب رئيسه بتلك الصراحة العسكرية ورآه غضَّ الشباب، لطيفاً شهماً، لا غبار على مسلكه في الجندية. فعامله بالحسنى وتركه وشأنه. أمّا هو، وقد اضطرم قلبه غيرة ومحبة لله والقريب، فأقدم على اضرام النار في معبد الالهة سبلاَّ. فأوقف وأجري التحقيق معه فأقرّ مفاخراً بأنه قام بواجب الدفاع عن الاداب العامَّة، لان ذلك المعبد كان بؤرة رذلةٍ وفساد. فأمره القاضي يوليانوس بأن يكفّر عن اثمه باسترضاء تلك الالهة وتقديم الذبيحة لها والاّ فينال أشد العقاب. فأجاب برباطة جأش:" حاشا لي ان اسجد لغير الهي الواحد الصمد..." فجّردوه من سيفه ومن ثوبه العسكري وجلدوه جلداً عنيفاً، وهو اثبت من الصخر. ثم القوه في سجن مظلم ومنعوا عنه كل مأكل ومشرب ليموت جوعاً. فظهر له الرب يسوع في الليل وشجّعه وعزّاه وقال له:" اني لمغنيك عن كل قوت فلا تخف". فأخذ يسبِّح الله.
ثم أخرجوه من السجن واخذوا يتملّقونه بوعود كثيرة ليذعن لارادة الملك فازدرى بوعودهم. فجلدوه بقضبان من حديد. ولمّا أعيتهم الحيل، أخذوه الى غابة، حيث نضَّدوا حطباً وأضرموا ناراً وطرحوه فيها فقام وسط النار يسبح الله الى ان فاضت روحه الطاهرة وفاز باكليل الشهادة سنة 304.
هذا ما اثبته عنه القديس غريغوريوس نيصص في تأبينه. وانتشرت عبادته بمَا اجرى الله على يده من المعجزات شرقاً وغرباً. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله