ولد اسطفانوس في القسطنطينية سنة 713. فتثقف بالعلوم ونبغ فيها، لكنه كان ولوعاً بقراءة الاسفار المقدسة. ادخله ابوه احد الاديار، حيث تربَّى على روح العبادة والتقوى. وبعد وفاة والده، وزّع ما كان يملك على الفقراء، واخل امه واخته في دير للراهبات، وانحاز هو الى ديرٍ على قمَّة جبلٍ بالقرب من القسطنطينية، حيث اشتهرت قداسته ومنحه الله فعل المعجزات.
ثم اقيم رئيساً على الدير وما عتم ان اعتزل الرئاسة وسكن مغارة ضيِّقة، عاكفاً على اعمال النسك والصلاة، الى ان قام الملك قسطنطين محارب الايقونات. فذاق اسطفانوس في دفاعه عن المعتقد الكاثوليكي أمرَّ العذابات وأُلصقت به أشنع التُّهم، لكن الله اعلن براءته وقوَّاه على الاحتمال بايمانٍ حي.
حاول الملك ان يستميله الى رأيه الفاسد. فأخذ اسطفانوس درهماً، وطبع عليه رسم الملك، ورماه في الارض وداسه برجله، فانقضَّ الملك عليه بصواعق غضبه وكاد يمزقه تمزيقاً، فقال له القديس بكل لطف: اذا كنت، ايها الملك، تغضب هكذا لاهانة صورتك المرسومة على هذا الدرهم، فكيف لا يغضب السيد المسيح ووالدته وقديسوه، عندما تأمر بتمزيق صورهم وطرحها في الازقَّة ليدوسها الناس بارجلهم؟ فخجل الملك ولم يجب، بل أمر بان يُلقى القديس بالسجن، مكبَّلاً بالقيود.
فدخل ورأى ثلاثمئة واربعين راهباً مسجونين لاجل ثباتهم في ايمانهم، ففرحوا به، فأخذ يشجعهم، وحوَّل ذلك السجن الى معبد يُقيم فيه معهم الصلاة كأنهم في دير. فعرف الملك واراد ان يتخلَّص من ذلك الراهب، فأمر الجند بالقبض عليه وبتشهيره في شوارع المدينة. وبينما جثا يصلي، فاجأه جندي بضربة عصا على رأسه، فتكلل بالشهادة سنة 766. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله