ولد في روما نحو سنة 540. ابوه غرديانوس من اعضاء مجلس الشيوخ كان ذا نفس ولوعة بالفضيلة وعمل الصلاح. أما امه سيلفيا فقد كرست ايامها الاخيرة لعبادة الله في احد الاديار.
ترعرع غريغوريوس في حضن البرارة والقداسة، وتثقف بالعلوم فاقامه الملك يوستينوس الثاني والياً على مدينته روما وهو في الثلاثين من عمره. ولما توفي والده، عاف الدنيا وما فيها، وأخذ ينفق أمواله الطائلة على الفقراء وتشييد الاديار، فأنشأ في صقليه ستة اديرة، وديراً في بلاطه بروما. ثم انضم الى رهبان القديس مبارك. رسمه البابا بنديكتوس الاول كاهناً فذهب الى انكلترا ليبشر اهلها. ثم عاد بأمر البابا الى مقام الكردينالية وارسل سفيراً رسولياً لدى البلاط البيزنطي. فلبث سبع سنين في تلك العاصمة. رجع الى روما، ونفسه تتوق الى حياته الرهبانية. فآب الى ديره، فاختاره الرهبان رئيساً. فأخذ يشدد بحفظ القوانين. وفي سنة 590، اجمع الاساقفة والاكليروس والشعب على انتخابه خلفاً للبابا بيلاجيوس رغماً عنه.
وقد عني هذا البابا القديس باصلاح الليتورجيّا وتنظيمها. ورتَّب طقوس الكنيسة بكتابه المسمّى "الطقس الغريغوري" كما اهتم الاهتمام الخاص بالموسيقى الكنسية التي كان مولعاً بها، وهي تعرف باسمه. وقد عمّم البابا غريغوريوس تلاوة المزامير في الخورس، بين جوقين، كما رأى ذلك في القسطنطنية.
وبعد هذه الاعمال الرسولية والامجاد الباهرة، حق لهذا البابا غريغوريوس الاول ان يلقّب بالكبير، لأنَّه كان كبيراً في جميع مراحل حياته. ورقد بالرب في الثاني عشر من آذار سنة 604 بعد أن أغنى الكنيسة بتآليفه العديدة، وهو من معلّميها الأعلام. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله