ولدت في القسطنطينية من اسرة شريفة. أبوها انكيتون من أعوان الملك تاودوسيوس الصغير. كان رجلاً تقياً، فاتفق مع امرأته وتفّرغا لعبادة الله. ولما مات انكيتون، وضعت امرأته ابنتها تحت حماية الملك تاوادوسيوس وعنايته. فعقد الملك خطبتها، وهي في الخامسة من عمرها على أحد أخصائه كعادة تلك الايام. ثم مضت فروسيا مع والدتها الى زيارة النساك في بريَّة تيبايس، وأقامتا بقرب دير للرهبات، تكثران من التردّد اليه. فاعجبت فروسيا بسيرة الراهبات الملائكية. وشغفت بها. وطلبت برضى والدتها، أن تترهّب فلم تقبلها الرئيسة إِلاّ بعد إلحاحها الكثير. وبعد قليل توفّيت والدتها، فكتب الملك اليها ان تأتي الى عقد الزواج مع خطيبها، فاجابته:
" أيجوز أن أترك عريسي السماوي الدائم الى الابد، لأكون لعريس آخر تنتهي حياته بالموت؟" وقالت انها عازمة أن تموت الف مرة، ولا تترك سيرتها الرهبانية، وسألته أن يوزّع أموالها على الفقراء، ويعتق عبيدها. فاندهش الملك من بسالتها ورسوخ ايمانها وسموّ فضيلتها. فاستصوب طلبها، وقرأ جوابها على ديوانه، معجباً به، وتركها تفعل ما تشاء.
فأخذت تسير بقدم راسخة في طريق الكمال الرهباني، عاكفة على الصلاة والتقشف. لذلك حسدها الشيطان، وأثار عليها التجارب، فانتصرت عليه بالصوم والصلاة. وما كانت تلك التجارب الا لتزيدها ثباتاً في جيهادها وقد وهبها الله صنع الآيات: منها انّها أبرأت غلاماً كان أخرس أصمّ، وطردت الشيطان من امرأة ممسوسة ورقدت بالرب سنة 412. صلاتها معنا. آمين.
#شربل سكران بألله