ولد هذا البار في مدينة سيرانا في افريقيا، نحو سنة 370، ودرس العلوم الفلسفية في الاسكندرية. وكان رجلاً وثنياً محبوباً، حتى من المسيحيين، لحميد سيرته، فطلبوا منه ان يعتنق الدين المسيحي، فاعتنقه عن يد تاوفيلوس بطريرك الاسكندرية. ولعظم فصاحته أرسله مواطنوه الاسكندريّون بمهمّة الى الملك اركاديوس فقدم للملك كتابه المعروف "بدستور الملك" فسرّ به الملك جداً واناله مطلوبه الذي جاء لاجله.
وفي سنة 409 طلبه مسيحيو بتوليمايس ليكون اسقفاً عليهم، وأمره البطريرك بالقبول. فرسمه البطريرك تاوفيلوس كاهناً ثم اسقفاً. فقام يتفانى غيرة على نفوس رعيته. وقد امتاز بمحبته للفقراء وبالاحسان اليهم. وممّا يروى عنه أنه احتاج يوماً الى المال ليوزعه على المساكين ولم يكن بيده شيء فقصد صديقاً له كان قد أهتدى الى الايمان عن يده. فقال له: اقرضني ثلاثماية دينار لانفقها على المحتاجين، وانا اكتب لك وثيقة بها للسيد المسيح ليفيكها. فأعطاه الصديق المال واستوفاه كما قال له القديس. وبعد أن أتم هذا القديس جهاده الحسن رقد بالرب سنة 430 م. ولهذا القديس الفيلسوف تآليف وخطب عديدة. وفق فيها بين الفلسفة الافلاطونية والدين المسيحي، وله مواعظ قيمة، ومئة وخمسون رسالة. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله