ولد هذا البار في بلدة سيكا في آسيا الصغرى وتربى على خوف الله وحفظ وصاياه.
ثم زهد في العالم واباطيله، وآثر الحياة النسكية، يقهر جسده بالاصوام والتقشفات منحبساً في مغارة، وبذلك اشتهرت قداسته فرقي الى درجة الكهنوت وهو في الثامنة عشرة من العمر فازداد فضيلة وقداسة.
ثم ذهب الى زيارة الاماكن المقدسة وجال في برية فلسطين ودخل ديراً بالقرب من الاردن.
وبعد ذلك رجع الى وطنه شيخاً وتنسك في البرية، مواظباً على الاماتة والتوبة الصارمة، فانتشر صيت قداسته في تلك النواحي. ومنحه الله موهبة صنع المعجزات فأتاه الكثيرون يستنيرون بارشاداته، فأنشأ لهم ديراً وتولى ادارتهم. ثم عاد مرة ثانية لزيارة الجلجلة والارض المقدسة. وما لبث ان لزم ديره وخلوته هرباً من اكرام الناس له.
ثم رُقِّيَ الى درجة الاسقفية فقام يتفانى غيرة على مجد الله وخلاص النفوس. وان الكونت موريقيوس بعد انتصاره على جيش الفرس وسماعه بشهرة هذا القديس أتى لزيارته وطلب صلاته فتنبأ القديس له بانه سيصير ملكاً. وتمت النبوءة بالفعل وذكر موريقيوس الملك ما قاله القديس، فأرسل اليه كتاب شكر وست مئة كيل قمحاً. وبقي كل سنة يرسل اليه مثلها لتوزع على المعوزين.
ثم استقال هذا القديس من الاسقفية بعد عشر سنوات. وعاد الى ديره يخلوا الى الله بالتأمل في صفاته الالهية، الى أن نقله اليه في 22 نيسان سنة631. صلاته معنتا.آمين.
#شربل سكران بألله