ولد في فلسطين قرب غزة من والدين يهوديين ومات والده وهو صغير وله أخت، فعني بتربيتها أحد اليهود. فتعرف ابيفانوس على راهب من بلده اسمه لوسيانوس فهداه الى الايمان المسيحي هو وأخته وعمدهما. وتثقف ابيفانوس بأنواع العلوم والمعارف وبرع فيها. ثم مضى الى مصر وزار نساكها ودرس عليهم الحياة الروحية والفضائل الرهبانية. وعاد الى وطنه وله من العمر عشرون سنة. فأنشأ ديراً قرب بلدته فتتلمذ له كثيرون. وطارت شهرة قداسته ومعارفه في مصر وسوريا وقبرص. وفي سنة 367، انتخبه أهل قبرص رئيس اساقفة عليهم، فجعل كرسيه في سلامينا. فساس رعيته بكل غيرة وقداسة مدة ست وثلاثين سنة، أنشأ فيها المؤسسات والاديرة، ولم يهمل فرصة لمناصبة الهرطقات وتبّاعها، بهمة لا تعرف الكلل.
وقد امتاز بمحبته للفقراء حتى أنفق في سبيلهم كل ما كان يملكه. وكان من أشد المدافعين عن المعتقد الكاثوليكي. وقد كتب مقالة مسهبة الى رهبان المشرق، يثبتهم في ايمانهم ويؤيد عقيدة الثالوث الاقدس وحقيقة الطبيعة البشرية في السيد المسيح وقيامة الاجساد. وقد أبان لتاوفيلوس بطريرك الاسكندية عن زعمه الفاسد في أن لله هيئة وأعضاء بشرية، فعدل عن زعمه وأخذ برأي ابيفانوس. وبعد أن جاهد الجهاد الحسن رقد بالرب عام 403. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله