ولد هذا الشهيد في مدينة أنكره عاصمة غلاطية، فتربى على يد القديسة طاكوسة رئيسة العذارى الشهيدات السبع. فنشأ على خوف الله ومحبة الفضيلة. ومنحه الله موهبة صنع العجائب.
ولما كانت سنة 303 أثار الملك ديوكلتيانوس الاضطهاد على المسيحيين، هرب المسيحيون من بيوتهم، ولجأت البتولات منهم الى القفار، حفاظاً على فضيلتهن. وأرسل الوالي فقبض على أعيان المسيحيين وقيدهم بالسلاسل وطرهم في السجن، فكان القديس تاودوطوس يساعد المضطهَدين، ويشجعهم على الثبات في ايمانهم، يزور المسجونين ويعزيهم ويدفن الشهداء، غير مبال بغضب الوالي. فجمع في بيته كمية وافرة من الحنطة والاقوات التي لم تكرس للاوثان وأخذ يوزعها على المؤمنين حفظاً لحياتهم. وكان منزله كمستشفى للمرضى ومعبد للصلاة. ولم ينفك عن تحريض الجميع على الاحتمال والصبر حتى النهاية. وقد سعى في بناء كنيسة لدفن ذخائر الشهداء.
فألقى الوالي القبض على القديسة طاكوسة مع ست عذارى وكلفهن تقديم الذبائح للاوثان، فأبين، فأنزل بهن أنواع العذابات وأمرّها، وهن صابرات، ثابتات في ايمانهن. ثم أمر فغرقوهن في بحيرة هناك فنلن اكليل الشهادة. فأتى تاودوطوس وبعناية الهية، تمكن من انتشال جثثهن ودفنها باكرام.
ولما عرف الوالي بذلك، امر بسجنه، ثم أخرجه من السجن وأذاقه من العذابات أقساها وهو صابر يمجد الله. ثم ضربوا عنقه فنال اكليل الشهادة سنة 303 وحرقوا جثته لئلا يدفنها المسيحيون. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار الأنبا بساريون العجائبي
ولد بساريون في مصر. ومنذ حداثته عكف على مطالعة الكتب المقدسة ومناجاة الله بالصلاة والتأمل وقهر الجسد وضبط الحواس.
وقد اعتزل العالم. فسار الى برية الاسقيط، متكبّداً شدة الجوع والعطش والعري وحرارة الشمس، رافعاً عقله وقلبه الى الله، يتمثله كيفما سار واينما حل. ولم يكن يقبل شيئاً من أحد ولا أن يكون له محل يسكنه، تشبهاً بالسيد المسيح، لا يملك من حطام الدنيا سوى الانجيل المقدس جاعلاً فيه كل هنائه وعزائه، عاملاً بتعاليمه الالهية. وكان يَعُدّ ذاته خاطئاً وآخر الناس ويرثي لمن يسقط في خطيئة ويبذل له النصح لينهض من سقطته. فمنحه الله صنع الآيات. ولتواضعه كان يهرب من المجد الباطل، فيحاول الناس الحصول منه على معجزة بالحيلة، لعلمهم انه نفور من كل شهرة. وبمثل هذه الاعمال الصالحة والفضائل السامية رقد بالرب في أواخر القرن الرابع. صلاته معنا. آمين!
#شربل سكران بألله