أصل هذا القديس من روما، قد اشتهر بغزارة علومه وفضائله الكهنوتية وشديد غيرته على خلاص النفوس. فقبض عليه الملك كلوديوس الثاني وطرحه في السجن مقيداً بالسلاسل. ثم أخذ يتملَّقه ويلاطفه ليترك الايمان المسيحي ويعبد الاصنام وقال له:
" لم لا تكون صديقاً لنا فنرفع منزلتك، بدلاً من ان تكون عدوّاً فنسخط عليك؟" فأجاب بكل جرأة:" لو كنت تعلم، ايها الملك، انَّ الله الذي خلق السماء والارض هو اله واحد، يجب على كل خليقة ان تحبه، لكنت تسعد انت ومملكتك ايضاً". فسأله احد القضاة الحاضرين:" ماذا تقول في المشتري والمرّيخ؟" فأجاب:" تلك تماثيل صنع ايدي البشر. وانها، حسب اعتقادكم آلهة شهوات وملاذ بدنية لا خير منها يرجى". فصاح القاضي:" لقد جدّف على الآلهة والحكومة!" فأمر الوالي ان يتسلَّمه القاضي استيريوس ليعاقبه على تجديفه. فأخذه هذا الى بيته. وكانت ابنته قد فقدت بصرها منذ سنتين. فقدمها ابوها الى والنتينوس الكاهن، راجياً ان يشفيها، فصلَّى القديس عليها رافعاً عينيه الى السماء قائلاً:" يا سيدي يسوع المسيح، يا نور العالم، أنر أمتك هذه". وللحال انفتحت عيناها وأبصرت النور! عندئذ آمن استيريوس هو وامرأته فعلّمهم الحقائق الايمانية وعمّدهم جميعاً. فعرف الملك بذلك فقبض على استيريوس وأهل بيته وأنزل بهم أشد العذابات حتى أماتهم ففازوا باكليل الشهادة. أمّا والنتينوس فطرحه في السجن مدة طويلة وبعدها ضربوه بعصي جافية حتى تكسرت اعضاؤه وتفجَّرت دماؤه وهو صابر يشكر الله على نعمة الاستشهاد التي نالها بقطع الرأس سنة 268. صلاته معنا. آمين.
#شربل سكران بألله