اليوم الثامن والعشرون من شهر أيار
صُوَر العذراء
إنَ مجمعَ نيقية الثاني سنة ٧٨٧، وضع حدّاً للجَدل بشأن إكرام الأيقونات المقدسة، وأعلن، أميناً لتعاليم الآباء القديسين والتراث الكنسي العام، إمكانية عرض أيقونات والدة الإله والملائكة والقديسين،
إلى جانب الصليب المقدس، في الكنائس والمنازل وعلى الطرقات، لكي يكرّمها المؤمنون.
و قد تمسّك الجميع بهذه العادة في الشرق والغرب. فأيقونات العذراء تحتلّ محلاً مرموقاً في المعابد والبيوت. وقد رُسِمَت مريم كعرشٍ لله يحملُ الربّ ويقدّمه للبشر، أو كالطريق التي تقود إلى المسيح وتقدّمه، أو كمُصليّة تشفع، وعلامة حضور الله في مسيرة المؤمنين حتى يحلّ يوم الرب، أو كالحامية التي تُغطّي الشعب بردائها، أو كالعذراء الحانية؛ وهي تُرْسَم عادة مع ابنها، الطفل يسوع، تحمله على ذراعيها: تلك علاقتها بابنها الذي بدوره يُمجّد والدته، وأحياناً تُقبّله في حنان. وفي أيقونات أخرى نراها في عظمة رؤساء الكهنة وكأنها مأخوذة تتأمل في ذاك الذي هو سيد التاريخ.
(أم الفادي، ٣٣)
#شربل سكران بألله