اعتاد ميشيل أن يقرا الكتاب المقدس لابنه منذ طفولته، ويروي له بعض القصص.
كان الابن يحب أن يسمع من أبيه قصصًا خاصة عن شخص ربنا يسوع المسيح. ويود أن يعرف الكثير عن شخص المسيح، فكان يكثر من الأسئلة، وكان ميشيل يجيب على جميع أسئلة ابنه..
توقف ميشيل عن إجابة سؤال قدمه له ابنه:
"أبي أنا اعلم أن الملائكة ورؤساء الملائكة وكل السمائيين يسبحون الله على الدوام، وأيضًا القديسون في الفردوس يرنمون له. ترى ماذا يفعل ربنا يسوع في الفردوس؟"
لم يعرف ميشيل كيف يجيب على سؤال ابنه. لكنه بإيمان قال له: "هلم نصلى لربنا يسوع المسيح، وهو يكشف لك ماذا يفعل في الفردوس".
صلى الاثنان معًا، وسأل الابن: "ماذا تفعل أيها الرب يسوع في الفردوس؟"
نام الاثنان، وإذا بالابن يرى في حلم السيد المسيح جالسًا على العرش وحوله ألوف يسبحونه بفرح عظيم. رأى المجد والبهاء حوله لا يمكن التعبير عنهما.
لاحظ الكل يقتربون إليه، وكان السيد المسيح يمسح دموع كل مؤمنٍ، فينعكس بهاء الرب عليه.
اقترب الابن نحو السيد المسيح فلاحظ أنه يئن، وفي دهشة سأله:
"كيف تئن يا سيدي وأنت تمسح دموع المتألمين، وتهبهم من مجدك وبهائك؟"
أجابه السيد المسيح:
"إني حزين لأني أحبك.
إني حزين لأنك لا تزال تخطئ.
إنك لا تسمح لي أن أدخل إلى أعماقك، بل تدفعني منها.
أريد أن أقيم عرشي فيك.
أصرخ إليك لأنك لا تصرخ إليّ، ولا تقبل أن أحمل أثقالك.
إني أقرع باب قلبك وأنت لا تفتح.
أنك تنساني منشغلًا بالتراب، وأنا لا أنساك ولا تشغلني الطغمات السمائية عنك.
لقد بذلت ذاتي لأجلك، وأنت لا تبالي.
إني حزين لأنك لا تعرف كيف أحبك".
بدأت الدموع تتسلل من الابن، وإذا أحنى رأسه في خجل واقترب إلى سيده. واحتضنه السيد المسيح بيديه، تطلع الابن فلاحظ الدم يسيل منهما.
صرخ الابن: "ما هذا يا سيدي؟"
أجابه السيد المسيح: "إني أحبك وسأبقى أحبك.
دمى يسيل لكي يطهرك من كل خطية،
ويؤهلك لكي تشاركني مجدي
يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي (أم26:23)
#شربل سكران بألله