قصة حقيقية رواها أبونا بولس جورج حدثت معه وهو فى سن الشباب، حيث أراد أن يتعلم الكتابة على الألة الكاتبة لأن وقتها لم يكن قد ظهر الكمبيوتر، فذهب إلى أحد مكاتب الألة الكاتبة لكتابة الرسائل العلمية ليعمل ويتعلم .
وفى أحد الأيام حضر رجل عجوز الي هذا المكتب ووجهه ينزف من الجروح .. وبالكاد يتكلم من شدة الألم .. وطلب ان يكتب خطاب .. فسألوه من الذي فعل بك هكذا ... فسكت .. وأخذ يبكي .. وقال إبني . فصمت الجميع .. وسألوه لماذا ..؟؟؟؟قال يريد ان يأخذ كل أموالي وينفقها في الإدمان .. وكثيراً ما فعل هكذا ولما نفذت الأموال وحاولت ان أمنعه .. ضربني ضرباً مبرحاً .. كم أنه إبن عاق شرير .. وماذا تريد ؟؟ أريد ان أكتب شكوي لأي شخص مسؤل .. مأمور القسم .. وزير الداخلية .. وزير العدل .. وبدأ يملي الشكوي .. ويبكي .. ويتألم .. ويضيف عبارات .. ويمحو عبارات .. وفي النهايه .. تعاطف معه جميع العاملين .. وطبعوا له كمية كبيرة من النسخ .. فجلس يقرأها ويساعده الجميع في كتابة الأسماء علي أظرف الخطابات .. وإذ بالرجل ينهمر من البكاء .. ويمسك كل النسخ وكل الأظرف ويمزقها .. ويقول .. مش هاين علي ..!
إن كان الأب الجسدي يغفر لهذا الحد كم يكون غفران الله لنا ...!
اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟
(رو 8: 32)
#شربل سكران بألله