قدّم تاجر بشكواه إلى القاضي فقال :
- إنّ جاري يعمل تاجر للجمال، ولظروف مرضي أعطيته بضاعتي ليبيعها، وبالفعل قام الجمال ببيع البضاعة وإستلم قيمتها وأنكر كلّ شيء، حتّى أنّه ينكر معرفتي تماماً وينكر أنّه جمال يتاجر في الجمال بعد أن إرتدى أفخر الملابس.
فلمّا سمع القاضي أقوال الرجلين حار في كيفيّة إظهار الأمر، وأخيراً أمرهما بالإنصراف وكأنّه فشل في إظهار الحق.
ولمّا إبتعدوا عنه قليلاً صاح بملء فمه :
"يا جمال"
وإذا بالجمال ينظر وراءه في الحال !!
وهنا إنكشف الأمر فحكم عليه بردّ بضائع الرجل وطرحه في السجن.
عزيزي القارئ...
إنّنا قد نلبس ملابس الملوك ولكن هذه لا يمكنها أن تخفي أخلاقنا الحقيقيّة فإنّها ستظهر أمام الملأ مهما إجتهدنا في إخفائها !!
فتذكّر أنّ عين الله تخترق أستار الظلام.
«...أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.»
(رؤ ٢ : ٢٣)
#شربل سكران بألله