سألت الطفلة الصغيرة تريز والدتها:
- أين ذهب والدي؟
- عند بابا يسوع؟
- هل سيعود إلينا؟
- لا، بل نحن نذهب إليه عندما يطلبنا ربنا يسوع.
وإذ مرَّ يومان كانت الأم تتحدث مع صديقة لها، وكانت تقول لها:
"إنّي حزينة جدًا لأني فقدت زوجي".
سمعتها الطفلة الصغيرة، وتذكرت ما قالته لها والدتها.
فقالت الطفلة لوالدتها:
"إذا ضاع شيء، ثمّ عرفتِ مكانه، فهل تحسبينه ضائعًا؟"
أجابت الأم:
"لا يا تريز!".
عندئذ قالت الطفلة :
"لقد قلتي لي إن والدي قد ذهب إلى بابا يسوع، فكيف تقولين الآن أنكِ فقدتيه، كأنه قد ضاع منك؟!"
عزيزي القارئ...
تذكّرني هذه القصة بما صنعه القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم حينما ذهب إلى الكنيسة ليصلّي في مناسبة جنازة، فرأى كثيرين يبكون، عندئذ قال لهم:
"إني أعجب ممّا أراه... هل إيماننا مجرد كلام؟ إننا نشتهي السماء، وعندما يذهب أقاربنا إلى السماء تبكون وتحزنون!"
هب لي يا ربّ أن أتيقّن من وجودك.
أرى يديك مبسوطتين تنتظراني،إليك أجرى فرحاً متهلّلاً.
مع كل نفسٍ تنتقل إليك يلتهب قلبي حنيناً نحوك.
أقول لها: اللَّه الذي أعانك يعينني!
يتحدث القديس كبريانوس مع الشعب بسبب ما حلّ من وباء قاتل، قائلاً:
هوذا السمويات قد أُعدت لتحل محل الأرضيات!
الأمور العظيمة بدلاً من التفاهات!
الأبديات عوض الفانيات!
فما الداعي إذاً للقلق والجزع؟! إن كنت باراً فبالإيمان تحيا تفرح متى تخلصت من الشيطان، وإقتربت لتكون مع المسيح في الفردوس...!
بالموت نبلغ ميناء وطننا السمائي الراحة الأبديّة و به ننال الخلود.
#شربل سكران بألله