يُقال بأنّ أحد النحّاتين الإيطاليّين أقام معرضاً شخصياً له من قوالب الثلج بعنوان "الحياة قصيرة إستمتع بها قبل أن تذوب.."
وبعد أن نجح المعرض نجاحاً باهراً كتب في إحدى مذكراته :
أنا إنسان بسيط وواقعي، لست شخصيّة حسّاسة!! فعندما أضحك فأنا أضحك بصدق، وعندما أبكي فأنا أبكي بصدق.. فمثلاً :
١. عندما تركت منزل والدي لم أبكِ..
٢. وعندما ماتت قطّتي المدلّلة لم أبكِ..
٣. وعندما توفّي والدي وأمّي لم أبكِ..
٤. وعندما وجدتُ عملاً في أحد أفخم وأضخم مكان يحلم به الجميع لم أبكِ..
- ومواقف أخرى كثيرة لم أبكِ بسببها رغم أنها كانت تستحق البكاء.
- لكنّني بكيتُ وبعمق عندما أصاب العالم برمّته بفايروس مجهري صغير سمّونه بفايروس (كورونا) ظهر هام ٢٠١٩.
- بكيتُ لأنّه شلً العالم وما فيه.
- وخلّف الدمار في كوكب الأرض كلّها.
- أوقف الملاحة الجويّة والبحريّة والبريّة لأشهر.
- أغلق البلدان عن بعضها البعض، بل وغلق المدن عن بعضها في البلد الواحد.
- أبعد أفراد العائلة والأحباء والأصدقاء عن اللقاء لبعضهم لأسابيع وأشهر.
- خلًف خسائر باهظة جسيمة تقدّر بالمليارات.
- عجز أمامه الجميع، القادة والرؤساء، الأطباء والعلماء، الكبار والمختصّين.
- حينها فقط وقفتُ قليلاً وصفنت لوهله وقلت في نفسي:
- ولكن !!! على ماذا كنّا نتحارب وما نزال نتحارب نحن البشر، ونقضي على بعضنا البعض؟
وحين وضعتُ عينًيً على عدستي المايكروسكوب علّني أجده للفايروس، من دون جدوى، بكيتُ بحرقة أكثر على كل هذا الجهل، جهلنا والعمى والتعصّب الذي غرقنا فيه!!
قارئي العزيز :
علّمتنا الكورونا، كم أنّ هذه الدنيا تافهة!! وكم هي قصيرة الأيام التي فيها!!
فإياك أن تضيعها في البكاء والتفكير والقلق والخصام والنكد والزعل والإنتقام، إياك !!!
لأنّ الله أوجدك في هذه الحياة يا فلان كي تكون نوراً لمن هو معك وحولك، وبركة لكل من يعرفك ويعيش معك، فكن أنت ، ذلك الذي ينشر رسالة الحب والسلام أينما حللت ووجدت وتذكّر بأنّه يوماً ما، فايروس صغير قد أوقف وشلً العالم وما فيه.
تذكّر هذا ولا تنسى...