كان في مدينة روما شنة ١٧٧٠ م رجل فقير يُعرف بفقير يسوع المسيح ، وإسمه بنيتو جوزيبي.
فهذا الرجل إحتقر خيرات الأرض ، فأغناه الله بأجمل الفضائل وملكهُ أعظم الكنوز وهو محبّته تعالى.
كانت عبادته تتمركز خاصة على قلب يسوع في سر القربان المقدّس ، فلم يسعه الإنفصال عن إله هياكلنا ، فكان يقضي خمس أو ستّ ساعات في السجود.
وكان يحبّ خدمة القدّاس ومرافقة الزاد الأخير إلى بيوت المدنفين.
وإن سجد للقربان حدّق نظرهُ فيه كأنّه يرى يسوع بعينيه ويشعر إذ ذاك بفرح باطنيّ يضارع فرح الملائكة.
ولكن أعظم أفراحه كان التناول ، فيستعدّ له بأشواق وتنهّدات حارّة كهذه : يا إلهي وكل شيء لي ، يا حبّ قلبي الوحيد ، هلمّ إليّ وإن تتأخّر يبدو لي تأخّرك كألف سنة.
وكان يبذل مجهوده في تضبيه قلبه بقلب يسوع ولذا كان ينبذ من قلبه كل ما ليس ليسوع ، وفي كل صباح كان يضع نفسه في قلب يسوع وفيه كان يجد تعزيته وحصناً منيعاً في وجه العدو وملجأ أميناً في تجارب هذا العالم الفاسد.
#شربل سكران بألله