توجد قصّة تحكي عن فلّاح أرسلوه بزيارة إلى منزل رجل نبيل, إستقبله السيّد ودعاه إلى مكتبه وقدّم له صحن حساء.
وحينما بدأ الفلّاح تناول طعامه لاحظ وجود أفعى صغيره في صحنه.
وحتى لا يزعج النبيل فقد إضطرّ لتناول صحن الحساء بكامله.
وبعد أيّام شعر بألم كبير ممّا إضطرّه للعودة إلى منزل سيّده من أجل الدواء.
إستدعاه السيّد مرّة أخرى إلى مكتبه, وجهّز له الدواء وقدّمه له في كوب.
وما إن بدأ بتناول الدواء حتّى وجد مرّة أخرى أفعى صغيرة في كوبه.
قرّر في هذه المرّة ألّا يصمت وصاح بصوتٍ عالٍ أنّ مرضه في المرّة السابقة كان بسبب هذه الأفعى اللعينة.
ضحك السيّد بصوتٍ عالٍ وأشار إلى السقف حيث علّق قوس كبير, وقال للفلّاح: إنّك ترى في صحنك إنعكاس هذا القوس وليس أفعى - في الواقع لا توجد أفعى حقيقيّة.
نظر الفلّاح مرّة أخرى إلى كوبه وتأكّد أنّه لا وجود لأيّة أفعى, بل هناك إنعكاس بسيط, غادر منزل سيّده دون أن يشرب الدواء وتعافى في اليوم التالي.
عزيزي القارئ...
عندما نتقبّل وجهات نظر وتأكيدات محدّدة عن أنفسناوعن العالم المحيط فإنّنا نبتلع خيال الأفعى.
وستبقى هذه الأفعى الخياليّة حقيقيّة ما دمنا لم نتأكّد من العكس.
ما إن يبدأ العقل الباطن بتقبّل فكرة أو معتقد ما سواء كان صائباً أو لا , حتّى يبدأ بإستنباط الأفكار الداعمة لهذا المعتقد.
إنّ العقل قادر على تشويه صورة الواقع ليصبح ملائماً ومطابقاً لوجهات نظرك.
#شربل سكران بألله