هذا الدولار ثمن معجزة‼
عائلة فقيرة مؤلّفة من أم وأب، وصبي وبنت صغيرين، فجأة مرضَ الصبيُّ مرضاً شديداً ،وبعد الفحوص المخبريّة، والتحاليل الطّبيّة تبيّن أنّه يُعاني ورماً في رأسه .
تحدّث الوالد مع الطبيب المعالج ثمّ عاد إلى البيت ليخبر أمَّ الصبيّ أنّ إبنها بحالة حرجة ، ولا بدّ من إجراء عمليّة جراحيّة باهظة التّكاليف ... وأنّ الصّغير لن ينجو دون "معجزة"‼
في هذه الأثناء كانت البنت الصغيرة تسترق السمع إلى حديث والديها ، فأسرعتْ إلى غرفتها، وفتحتْ حصّالتها لتجدَ فيها دولاراً واحداً فأخذت الدّولار وتوجّهت إلى أقرب صيدليّة، ووقفتْ تنتظرُ أن يفرغ الصيدليّ من الحديث مع رجل ، ولما طال الحديث بينهما، وضعت الطفلة الدولار على الطاولة بغضب، وقالت للصيدليّ: أعطني معجزة.‼
قال لها الصيدليّ: ألا ترين أنّي مشغول بالحديث مع أخي الذي لم أره منذ سنين ! ثم أردف قائلاً : ومن قال لكِ أنّي أبيع المعجزات؟
عندها قال لها شقيق الصيدلي بإهتمام : حدّثيني عن المعجزة التي تريدينها.
فقالت له ببرءاة : لا أعرف، قال أبي لأمّي أنّ أخي يحتاج إلى معجزة كي لا يموت ! فهل يكفي هذا الدّولار؟!
قال لها بإبتسامة بصوت دافىء :
دولار واحد هو ثمن المعجزة بالضبط ! ولكن عليّ أن أرى أخاكِ أولاً .‼
كان هذا الرّجل هو " كارلتن آرميسترونغ " جرّاح الأعصاب الشّهير، فذهب مع البنت إلى بيتها وقابل أبويها وراجع الفحوص المخبريّة والتحاليل ثمّ قال لهم :
أنا سأُجري له العمليّة في مشفاي.
وبالفعل قام الطبيب بإجراء عمليّة ناجحة للصبيّ ولم يتقاضَ أكثر من الدولار الذي أعطته إياه البنت !
ثم علّق الدولار في إطار على أحد جدران عيادته وكتب تحته :هذا الدولار ثمن معجزة‼
عزيزي القارئ...
الإحساس بالآخرين ومساعدتهم هو ما يميّزنا كبشر.
لا تجعل إحساسك بالآخرين كالشمعة تضيء لنفسك فحسب بل إجعله كالشمس تضيء للعالم بأكمله.
"من يعرف أن يعمل حسناً ولا يفعل، فتلك خطيْة له"
(يع ٤: ١٧)
#شربل سكران بألله