إحدى مدرّسات "رولينج" صنّفتها مع الطلّاب المقصّرين لتدنّي علاماتها وكانت آنذاك في التاسعة من عمرها ، فقرّرت أن تكون من أفضل التلاميذ.
ولم يمضِ فصل حتّى غدت من الأوائل ، وبعد سنوات إلتحقت بمعهد لتعليم اللغات ثمّ توجّهت إلى البرتغال لتدرس اللغة الإنجليزية وهناك تزوّجت وكان زوجها غيّوراً جداً ، وإشتدّ بهما الخلاف ممّا دعى بالزوج إلى أن يطردها من البيت فجراً مع طفلتها ، فغادرت البرتغال وإستقبلتها شقيقتها ، أصيبت رولينج بإكتئاب شديد وتوجّهت إلى أحد مكاتب الخدمات الإجتماعيّة للحصول على مساعدة ماديّة تمكّنها من إستئجار منزل وتربية طفلتها.
وراحت تتابع كتابة روايتها بتشجيع من شقيقتها، وكانت تستوحي الأفكار من الأساطير التي سمعتها في طفولتها ومن القصص التي قرأتها ، فقد كان التعبير على الورق هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز أزمات حياتها.
كانت إمرأة عاطلة عن العمل ، لم يكن لديها المال الكافي لتعيش حياة كريمة ، ثمّ فجأة تحوّلت حياتها من البؤس إلى الثراء لتصبح من أغنى أغنياء بريطانيا.
هي الكاتبة رولينج مؤلّفة سلسلة هاري بوتر التي تحوّلت حياتها من النقيض إلى النقيض ، عرضت رولينج كتابها على إثني عشر ناشراً رفضوها جميعاً ، لكن الناشر الثالث عشر الذي كان للتو أنشأ قسماً خاصاً بالكتب الخاصّة بالشباب وافق على نشر مغامرات هاري بوتر.
لقد كانت تكتب برغبة ومتعة ولم تتخلَّ عن أمل نشر كتابها في يوم من الأيام ، عرف الناس هاري بوتر للمرّة الأولى في السادس والعشرين من يونيو عام ١٩٩٧ م وكانت خطوتها الأولى نحو الشهرة ، وقد إتّجهت الأنظار إليها عندما صنّفت مجلّة نيويورك تايمز القصص الثلاث الأولى في قمّة سلسلة روائع القصص..
وأصبحت جوان رولينج أغنى إمرأة في بريطانيا في أقلّ من عشر سنوات وتجاوزت ثروتها عام ١٩٩٩ ثروة الملكة .. فقر مدقع ، وطلاق ورفض أعمالها الأدبيّة لم تلن من إصرارها ، فأصبحت أغنى من ملكة بريطانيا بعد أن كانت تتوسّل المساعدة من مكاتب الخدمة الإجتماعيّة.
#شربل سكران بألله