إقترض رجل من صديق له بعض المال ، وطالت مدّة الدين ، وبمطالبة الرجل الدائن للمدين رفض السداد، وأخيراً أنكر أنّه أخذ شيئاً.
ذهب الرجل الدائن إلى القاضي وشرح له كيف أنَّهما كانا صديقان ولمّا وجد صديقه في ضائقة ماليّة فرّج عنه وأعطاه بعض المال بصفة قرض ولمّا طالبه بالسداد رفض وأخيراً أنكر الدين.
إستدعى القاضي الرجل المدين وسأله أن يردّ الدين إلى صاحبه ولكنه أنكر أنّه أحذ شيئاً وقال للقاضي ليس هناك من يشهد على أنّني أخذتُ منه مالاً.
قال القاضى للدائن :
هل يشهد معك أحد ؟ فقال الرجل : لا، فقد أعطيته المال في السرّ.
دعا القاضي الرجل المدين الَّذي أصرّ على الإنكار وأجلسه بجواره وقال للرجل الآخر :
"الآن إذهب إلى المكان الَّذي أقرضته فيه المال وأحضر لي منه حفنة من التراب لأسألها"
فإندهش الرجل من هذا الكلام ، لكنّه أطاع، وذهب إلى ذلك المكان.
تأخّر الرجل وتأخّر... وهنا إلتفت القاضي إلى المدين، وسأله قائلاً :
"هل تظنّ أنّه وصل الآن إلى ذلك المكان؟"
وبسرعة وبدون تفكير، أجاب المدّعى عليه :
"لا فإنّ المكان بعيد جدًّا يا سيّدي القاضي".
وهنا نظر إليه القاضي ساخراً وقال :
"ومن أين عرفتَ أنّ المكان بعيداً ؟! هذا إعتراف منك بأنَّك أخذتَ منه المال وفي ذلك المكان".
وحكم عليه بأن يؤدّي الدين إلى صاحبه
ولا ننسى الوصيّة التي تقول :
"لا تكذب"
#شربل سكران بألله