في 3 شباط 2020 ركعت ليلى جعجع، هذه السيدة الجبارة، على أرض لم يجف دماء أبنائها عنها بعد، وضعت الورود وحملت مسبحتها وبدأت بالصلاة من دون توقف، ومن يراها وهي تصلي يعلم أن في قلبها ايمانا يهز الجبال.
ليلى وزوجها داني فقدا في ذلك اليوم المشؤوم 3 من أبنائهما بعد أن تعرضوا لعملية دهس من قبل رجل مخمور في استراليا عندما كانوا يلعبون مع أقاربهم واخواتهم، وكانت محصلة تلك الحادثة المرعبة فقدان 4 أطفال.
هذه العائلة اللبنانية التي تعيش في الاغتراب بقيت متماسكة وصلّت بايمان الدنيا كلها، وتلك الأم الصلبة المؤمنة قالت في ذلك اليوم والدموع تغمر عينيها "لقاتل أبنائي أقول: أسامحك لكنني أريد العدالة".
سامحوا واستمروا بالصلاة لملائكتهم في السماء، وبالأمس زفوا أجمل خبر على الاطلاق حيث نشرا عبر فيسبوك خبر انتظار العائلة لمولود جديد، وذللك من خلال الجملة التالية: "بوركنا بهدية من السماء".
وتوجه الوالدان لأطفالهم الثلاثة الذين رحلوا بالحادث بالقول: أنطوني وأنجيلينا وسيينا أنتم معنا وترافقوننا في كل خطوة من حياتنا، نحبكم ونشتاق لكم في كل حين".
ولأطفالهم الذين نجوا قالا: "لينا وأليكس ومايكل أنتم فرحتنا وهدفنا في الحياة".