داني وليلى عبد الله في خلال مقابلة ضمن برنامج «أغفر مع إيماكولي إليبازيغ» | مصدر الصورة: EWTN
الياس الترك
بقلم: الياس الترك
لا تزال قصة غفران داني وليلى عبد الله للرجل الذي قتل ثلاثة من أولادهما بعد صدمهم بسيارته تُلهم أستراليا والعالم. ففي آخر تطور، قرّر المذنب أن يصير مارونيًّا.
فقد الأستراليّان من أصل لبناني، ثلاثة من أولادهما في 1 فبراير/شباط 2020 عندما صدم سائق ثمل، كان قد تعاطى المخدّرات يُدعى سامويل دايفدسون، أولادهما الأربعة مع ثلاثة أقرباء في مدينة سيدني.
يومها رحل أنطوني وأنجيلينا وسيينا عبد الله وابنة عمّتهم فيرونيكا صقر، بينما عانى شربل قسّاس، طفل آخر قريب لهم، جروحًا خطيرة ودخل في غيبوبة لأشهر عدّة. وصُدمت أيضًا أخت شربل وابنة عبد الله، ليانا، وشاهدتا الحادثة بأكملها. وقد فاجأ ليلى وداني المجتمع الأسترالي يومها بغفرانهما لقاتل أولادهما.
دهشة كبيرة
أمّا اليوم فحصل ما لم يكن متوقعًا، إذ قرّر دايفدسون في سجنه أن يصبح مارونيًّا. وقد عبّر داني في مقابلة مع الشبكة التلفزيونية للكلمة الأزلية، «إي دبليو تي إن»، الشركة المالكة لـ«آسي مينا»، عن دهشته عند سماعه الخبر قائلًا: «رائع! دُهشتُ عند سماعي ذلك. لم أتوقّع هذا الأمر». وتابع داني: «سماع خبر تحوّل هذا السائق إلى الكاثوليكيّة قويّ في حدّ ذاته». جاءت مقابلة عائلة عبد الله ضمن برنامج «أغفر مع إيماكولي إليبازيغ» الذي تقابل فيه إليبازيغ أشخاصًا من حول العالم اختاروا الصفح بسبب إيمانهم.
مكالمة من سجين
بتأثّر، أخبر داني أنّ كاهن رعيته يطعم عادةً الفقراء ويساعد المساكين. وإذ بالكاهن يتلقى اتصالًا من أحد أولئك المحتاجين والذي انتهى به المطاف سجينًا. فقال له ذلك الرجل السجين إنّ هناك شخصًا مارونيًّا في السجن يرغب في التحدث إليك. وبعدما اتصل به ذلك الماروني قال له: «مَن صدم أبناء عائلة عبدالله وفيرونيكا يقبع معي في الزنزانة عينها ويريد التواصل معك».
صلاة المسبحة والقداس
من بين جميع الكهنة الموجودين في أستراليا، شرح داني أنّ ذلك الرجل تكلم مع كاهن رعيتهم من دون أن يدري أنّ للكاهن معرفة شخصية بداني وليلى. فكشف الكاهن للسجين أنه خوري رعية عائلة عبد الله. وفسّر السجين للكاهن أنّ دايفدسون يريد أن يتبع الإيمان الكاثوليكي. فدايفدسون يصلّي اليوم المسبحة الوردية ثلاث مرّات يوميًّا ويتابع دراسات بيبلية ويشارك بالذبيحة الإلهية في كل مناسبة.
زيارة إلى السجن
بعدها، زار الكاهن دايفدسون في السجن. وتلقّى السائق سرّ الاعتراف للمرة الأولى في حياته على يد هذا الكاهن في يوم عيد سيدة فاطيما، كما لفتت ليلى. وتابع داني أنّ دايفدسون كشف للكاهن: «ظننت أنّ العالم بأسره سيكرهني وعن حقّ. لكن عبر غفران داني وليلى لي شعرت بأنّ الله قد يصفح عني».
أولادنا لم يموتوا سدًى
بينما يقضي دايفدسون عقوبته خلف القضبان، صار مارونيًّا، كما شرح داني لبودكاست «الحياة المسيحية مهمة».
وأردف: «بشفاعة أولادنا في السماء وبشفاعة المسيح أصبحت لذلك الرجل فرصة للخلاص وهذه رسالة جميلة». وتابع داني: «على الرغم من آلامنا، أعتقد أنّ الله وعد بأنّ أولادنا لم يموتوا سدًى. وهذه الرسالة كافية لتجعلنا نشعر بأنّ أولادنا يعملون بجهد في السماء».
#شربل سكران بالله