ألم جسيم حلّ على الوطن، لحظات عابرة غيّرت حياة المواطنين والمغتربين. بلحظة اندلع الحريق في المرفأ وبلحظة واحدة انفجر، وبهذا التوقيت 6:07 من مساء الرابع من آب، “وقف الزمن” في حياة كثيرين، وكأن الساعات لم تعد تمضي… أمّهات تنتظرن ان يبرد قلبهن على أولادهن، وشباب مغتربون ينتظرون بفارغ الصبر رسالة واحدة من عائلاتهم تقول لهم “نحنا بخير” .
مرّ عام على استشهاد أبطال، ناضلوا من أجل الوطن ولكن قُتلوا بسبب اهمال حكّامهم. أبطال غادروا هذه الحياة من دون كلمة وداع، ومن بقي لم ينج حتّى اليوم من قساوة المشهد الذي يتكرر كالكابوس في أحلامهم. من منّا لم يخسر قريبا؟ ومن منّا لم يصب أحد أصدقائه؟ شعب لبنان الذي عرف بأنه شعب الصلابة والمقاومة، كُسر منذ سنة بعد أن مات العشرات وفي طليعتهم عناصر فوج الاطفاء.
“أمّي، بيّي…ردّوا عليي”، هذه كانت أولى الكلمات التي ردّدها المغتربون اللبنانيون بعد أن وصلهم خبر انفجارالمرفأ، اتّصلوا مرارًا وتكرارا عند وقوع الانفجار ولكن كان الارسال مقطوعًا لفترة. ذعر، خوف، ومشاعر قاسية عاشها المغتربون اللبنانيون الذين لم يكن بيدهم حيلة الّا انتظار الرسالة أو المكالمة التي تطمئن قلوبهم.
في ذكرى السنوية الاولى لانفجار المرفأ، استذكر موقع diasporaOn مع المغتربين هذه الحادثة الأليمة، التي عاشوها بعيدًا عن أهلهم وأقاربهم في الوطن.
بعضهم من جهة، كانت الغصّة تملأ صوته، وكأنه عند سؤاله بدأ يعيش المشاهد من جديد حتى لو من بعيد، فالمغترب اللبناني شيبان صقر أوضح أنه “قد فقد الاحساس عندما تلقّى الخبر”، مردفا أنه للحظة شعر أن لبنان بأكمله اختفى وتدمّر بيوم واحد”.
والمغترب اللبناني الياس الحكيم، عبّر بحزن عمّا مرّ به قائلا: “دقّيت كذا مرّة…وصرت قلّها يا إمّي ليش ما عم تردوا عليّي”، هكذا كانت ردّة فعلي عندما أجابت والدتي على الهاتف، وبدأت الدموع تنهمر على وجهي شاكرًا الله لأنني استطعت أن اسمع صوتها.
من ناحيته قال المغترب اللبناني محمد عاصي: “رفيقي المفضّل اصيب بكورونا… نزل تيتعالج بلبنان قام مات بالانفجار”، مردفًا أنه كان يهرب من شبح الموت في غامبيا الّا أن شبح الانفجار خطف أنفاسه.
والمغترب ايلي لطوف، لفت الى أن انفجار المرفأ في بيروت، في الرابع من آب أصاب اشخاصا من عائلته الذين خرجوا أحياء من منطقة الجميزة بأعجوبة.
ومن جهّة اخرى، بعض المواطنين هاجر من الوطن بعد انفجار المرفأ، اذ قالت المغتربة اللبنانية ستيفاني الاسمر التي غادرت بعد القلق الذي عاشته: “ضلّوا أهلي يشدّوا عليي تسافر بعد ما كانوا يزعلوا اذا بقلّهن انا مهاجرة”.
بعض من ضحايا الانفجار كان عائدا من الغربة الى الوطن والبعض الآخر كان قد خطّط لهجرته، وكأن الهجرة كانت العامل المشترك بين الجميع.
#شربل سكران بألله