١- راهب شفّاف الجسم!
شهد الأخ الياس نوهرا إدّه :
نهار الإثنين في ٨ أيّار سنة ١٩٥٠، يوم عيد مار يوحنّا الإنجيليّ، شفيع جمعيّتنا، توجّهت بأمر رئيس مدرسة الرسل جونيه، المختصّة بجمعيّة المرسلين الأب (المطران) يوسف مرعي، إلى زيارة دير مار مارون عنّايا، برفقة الأب بطرس شلهوب، والأب ساسين زيدان، وجمهور الإخوة الناذرين والمبتدئين والطلبة من أبناء جمعيّتنا المرسلين اللبنانيّين مع الخدم، وعددهم ٤٠ شخصاً ، وكنّا في أوتوبيس المدرسة.
فوصلنا إلى دير مار مارون عنّايا الساعة الثانية عشرة.
فزرنا الكنيسة وضريح القدّيس شربل وزرنا الدير.
وكان الحشد كبيراً، وعدد المرضى والمبتلين بعاهات كثيرة كبيراً أيضاً، والصلوات في الكنيسة متواصلة، والجماهير في زحمة تشارك في الصلوات بإيمان وحرارة.
ونحن زيّحنا مار مارون، ثمّ القربان المقدّس.
وبعد ذلك صعد قسم منّا إلى محبسة مار بطرس، وأحببت أخذ صورة شمسيّة لبعض الإخوة الذين كانوا برفقتي : المبتدئ يوسف أنطون من عبرين، وإلى يمينه الطالب حنّا غصن من دار بعشتار وورائه شجرة ملاصقة للمحبسة، وإلى يمينه فتى كان في زيارة المحبسة قال لنا أنّه من حوقا يدعى يوسف طنّوس، وإلى يمينه الأخ بولس يزبك من قرطبا وقد جلس أمامه الأب الياس أبي رميا إهمج، وكيل المحبسة.
وقد إلتقطت لهؤلاء الأشخاص صورة شمسيّة بآلة تصوير ماركة "كوداك بروني".
وفي ٩ أيّار ظهّرنا الصور، ظهر أمام الفتى الذي هو من حوقا، صورة راهب جليل قد برز، في جلال، رأسه ووجهه ولحيته البيضاء، وإسكيمه على رأسه، ويده اليمنى منظورة الأصابع وهي مسودّة كأنّها مومياء.
والراهب شفّاف الجسم، مرتدٍ بعباءة راهب سوداء كسائر الرهبان اللبنانيّين، تظهر من ورائه، من خلال جسمه الحجارة والأعشاب التي على الأرض، كأنّ الراهب أمامها من زجاج.
وظهر جنب الفتى من حوقا من أسفل لحية الراهب إلى قرب ركبته.
وقامة الراهب منظورة جيّداً وهو راكع، وأقرب إلى آلة التصوير من الشابّين الواقفين وراءه، وظهر على إسكيمه بياض الصدريّة التي يرتديها الفتى الحوقاوي، كأنّ الإسكيم أيضا هو شفّاف.
٢- أنا بدّي اتصوّر معكم!
شهد يوسف طنّوس :
زرتُ محبسة شربل في ٨ أيّار سنة ١٩٥٠، فإذا بزوّار من رهبنة الكريم يقولون لي : إذا أردت تتصوّر معنا؟ فأجبتهم : لا مانع، ووقفت مكتّفاً.
فإذا براهب يخلق فوراً أمامي، ويقول لي :
"أنا بدّي إتصوّر معكم وأقعد قدّامك".
فأخذ الأخ الياس نوهرا إدّه صورة ، فحالاً توارى الراهب.
وعند تظهير الصورة، ظهر راهب فيها لم ينظره غيري، قال عنه عارفوه أنّه القدّيس شربل.
٣- هذه هي صورة الأب شربل!
وقد قدّم محامي الإيمان، الخوري منصور عوّاد، بالتعاون مع رئاسة الرهبانيّة اللبنانيّة العامّة، وخاصّة الأبّاتي يوحنّا العنداري، هذه الصورة لكلّ من : أليشاع نكد، وهو إبن وردة بنت حنّا شقيق الأب شربل، والأخ جرجس نعمة لحفد، والأب الياس مشمش، والأب يوسف إهمج، والأخ بطرس خليفة ميفوق، والأخ بولس يونان مشمش، والأب أنطونيوس نعمة، والخوري يوسف سعد خوري من مشمش، والجميع عرفوا القدّيس شربل في حياته، وأكّدوا، بعد حلف اليمين، أنّ هذه هي صورة الأب شربل، وتمثّله متألّما ومنازعاً في آخر حياته، ويده تشبه يد جثمان القدّيس شربل.
والسيّدة نهاد الشامي تقول :
إنّ هذه الصورة هي صورة الأب شربل.
٤- الأبّاتي أغناطيوس التنّوري
كتبت مجلّة طريق القداسة :
أخذنا صورة الأب شربل مكبّرة، وجمعنا نحواً من ٣٠ صورة من آباء الرهبانيّة القدماء، وجعلناها بين تلك المجموعة من صور الآباء.
وقمنا أمام التنّوري نرجوه أن يفيدنا عن إسم كلّ أب من أصحاب تلك الصور.
وتلك حيلة لنرى إن كان يعرف صورة الأب شربل... إلى أن وصل إلى صورة الأب شربل، فأخذها بيده وبدأ يتأمّلها.
يبعدها حينا عنه ويحدّق النظر فيها.
وحينا يقرّبها ويحدّق النظر فيها أيضاً.
ولم يلبث طويلاً وهو يبعدها ويدنيها حتّى هطلت الدموع من عينيه غزيرة.
وبدأ يُقبِّل تلك الصورة حتّى بلّلها بدموعه الغزيرة.
ونحن على يقين تامّ أنّها الصورة العجائبيّة التي ظهرت بعدسة المصوّر.
فسألناه : أتكون هذه الصورة يا أبانا، لأحد أقربائك، أو لأحد أعزّائك، حتّى تأثَّرتَ من رؤيتها هذا التأثُّر البليغ؟ قال وهو يشهق بالبكاء كالطفل : لا، هذه صورة الأب شربل.
من أين جلبتموها؟ الأب شربل لم تؤخَذ له صورة في حياته!
٥- العلامة الفارقة!
يشرح الأباتي العنداري رئيس الرهبانية العام عام ١٩٥٠ :
لهذه الصورة علامة فارقة يعرفها جميع الذين كان شهوداً يوم ٢٢ نيسان سنة ١٩٥٠ عند الكشف عن جثمان شربل في دير مار مارون عنّايا وهي أصابع يد جثمان الأب شربل اليمنى السليمة من الفناء فقد ظهرت في الصورة كما هي في تابوته حاليّا كأنّها ملتقطة عنها مباشرة.
٦- لا تعتمد الرهبانيّة إلاّ على هذه الصورة!
ويضيف العنداري :
قد عرضنا الصورة مجدّداً على مصوّرين عديدين ليقولوا كلمتهم الفنّيّة فيها وخاصّة بما أنّ بعض الأشخاص الذين لهم إلمام بالتصوير الشمسي قد أكّدوا أنّ الصورة بشكلها الحالي هي نتيجة مشهدين إلتقطا على صورة واحدة قبل تظهير المشهد الأول؛ فكانت نتيجة أبحاثنا، أنّ الصورة حقيقيّة، وأنّ جميع ما قيل بشأنها لإنكارها، أو لإيجاد الريب فيها، ناجم عن قلّة خبرة في مسائل التصوير، أو عدم تدقيق في هذه الصورة.
فنحن نعرض هذه الصورة على الرأي العام كصورة حقيقيّة لشربل.
والرهبانيّة لا تعتمد إلاّ على هذه الصورة، ولا تعرف لشربل صورة غيرها، وكثيرين ممّن ظهر لهم شربل في رؤيا خاصّة قد أكّدوا عندما نظروا هذه الصورة أنّها صورة شربل الذي ظهر لهم.
ونزيد على هذا كلّه أنّه لا يوجد في الرهبانيّة اللبنانيّة ولا في غيرها شخص بهذه الهيئة!
#شربل سكران بألله