لا تكتفي مريم العذراء بتشجيع أبناءها الأحياء وتعزيتهم ولكنّها، هي معزيّة أبنائها الذين أسرتهم عدالة الله وحبّه في منفى كفّارتهم.
أيّ أمّ تنظر ولدها يقع في آتون ولا تسرع ملهفة إلى نجدته؟ وهل تبقى أمّنا القدّيسة مريم العذراء، أعظم الأمّهات محبّة لأبنائها، غير مبالية أمام عذابات أبنائها في نار المطهر، نار العدالة الإلهيّة؟
يقول القدّيس فنسان فيريه: "كم هي عظيمة مريم العذراء، كم هي محبّة لتلك الأنفس المسجونة والتي تئنّ في المطهر، فهي تنجدهم كلّ لحظة بتدخّلها وتعالجهم من آلامهم".
تقول القدّيسة مريم العذراء للقدّيسة بريجيت: "أنا أمّ كلّ الذين في المطهر أخفّف عنهم آلامهم كلّها بصلواتي الحارّة".
طوبى لأبناء مريم، فحمايتها لا ترافقهم في هذا العالم وحسب بل تسعى إلى عزائهم في مآسيهم غير المنظورة وغير الملموسة والتي هي مآسي العالم الآخر.
يا لها من فكرة مريحة ومعزّية! كم هو لذلك رجاء حضور مريم العذراء القدّيسة الكليّة الطوبى، في ساعة موتنا.
كم هي معزّية معرفتنا بزيارتها لنا عند سقوطنا في أعماق المطهر! يا لقدرة هذا السبب الشريف أن نحبّها بصفاء في هذا العالم.
يا قدّيسة مريم، أمّ الرحمة والرأفة ومعزّية المعذّبين إحمينا وخلّصينا من المطهر.
لا ننسَ وعد العذراء (في ظهورها على البابا يوحنا 22) لكلّ من يرتدي ثوبها الكرمليّ ويلتزم بشروطه، بأن تخلّصه في السبت الأوّل بعد موته من المطهر! كما المداومة على الورديّة كلّ يوم والتكرّس لقلبها الطاهر...
لنصلّ كلّ يوم على نيّة الأنفس المطهريّة؛ مسبحة قلب مريم المتألم الطاهر: (على السبحة العاديّة)
١- رسم إشارة الصليب خمس مرّات تكريماً لجروحات المسيح
٢- على الحبّات الكبيرة: يا قلب مريم المتألم الطاهر صلِّ لأجلنا نحن الملتجئين اليك
٣- على الحبّات الصغيرة:يا أمنا خلّصينا بشعلة محبّة قلبك الطاهر
٤- في النهاية: المجد للأب والابن والروح القدس كما كان في البدء والأن ...
٥- يا أم الله اغمري العالم كلّه بشعلة محبة قلبكِ المملوء بالنعم، الآن وفي ساعة موتنا آميـــــــن.