تأمل من أفْراهاط الحكيم ، راهب وأسقف بالقرب من مدينة الموصل وقدّيس في الكنائس السريانيّة الأرثوذكسيّة.
السير على خطى الرّب يسوع المتواضع
يا صديقي، فلنتشبّه بمَن يعطينها الحياة "فقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِنَا وهو الغَنِيُّ لِنَغْتَنِيَ بِفَقْرِه" (2كور 8: 9).
"هو الَّذي في صُورةِ الله... تَجرَّدَ مِن ذاتِه... فَوضَعَ نَفْسَه" (في 2: 6-8).
وبعد أن كانت سُكناهُ في الأعالي، لم يجد مكانًا ليضع فيه رأسه.
وبدلاً من أن "يأتي على غَمامِ السَّماء" (دا 7: 13؛ مت 26: 64)،
ركب "على جَحْشٍ ابنِ أَتان" (يو 12: 15) ليدخل إلى أورشليم.
ومع أنّه هو الله وابن الله، "تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد" (في 2: 7). هو الذي يعطي الراحة من الآلام كلّها، أثقله عناء الطريق. هو الذي يروي كلّ عطشان، عَطِشَ وطلب الماء ليشرب (راجع يو 4: 6). هو الذي يُشبع كلّ جائع (راجع يو 6: 7 وما يليها)، جاع عندما صام في الصحراء ليُجرَّب (مت 4: 2).
هو الحارس الذي لا ينام، غرق في سبات عميق في المركب وسط البحر.
هو الذي تخدمه الملائكة في خيمة أبيه، جعل البشر يخدمونه.
هو الذي يشفي جميع المرضى، خرقت المسامير يديه.
هو الذي كان يتفوّه بأجمل العبارات، أُعطي المرّ ليشربه.
هو الذي لم يُلحق الأذى بأحد، أُبرح ضربًا وتحمّل الإذلال.
هو الذي يحيي جميع الموتى، بذل نفسه على الصليب حتّى الموت.
فإن كان مَن يُحيينا قد تواضع إلى هذا الحدّ، فكم بالحريّ نحن، يا أصدقائي؛ فلنتواضع...
#شربل سكران بألله