«أَيَحِلُّ ٱلشِّفاءُ في ٱلسَّبتِ أَم لا؟»
في مرحلة أولى، علينا أن نجهد في القيام بالأعمال الصالحة، كي نخلد إلى الراحة بعد ذلك براحة ضمير... هذا هو الاحتفال السعيد بالسبت الأوّل الّذي فيه نستريح من أعمال العالم المُستَعبِدة... وحيث لا نحمل بعد وزر الأهواء. إنّما يمكننا ترك الغرفة الحميمة حيث احتفلنا بالسبت الأوّل "لنفرحَ مع الفرحين ونبكي مع الباكين" (راجع رو 12: 15)، "لنكون ضعفاء مع الضعيف ونتألّم مع المتألّمين" (راجع 2كور 11: 29). هنا نتلمّس اتّحاد أنفسنا مع أنفس الإخوة برباط المحبّة؛ لم نعدْ نضطرب لوخز الغيرة، ولا نلتهب بنار الغضب، ولا نُجرح بسهام الشكّ؛ لقد تحرّرنا من غصّات الحزن الملتهمة. لو جذبنا كلّ الناس إلى كنف نفسنا الهادئ، حيث يتعانقون كلّهم، وحيث يُدفئهم طيب المودّة وحيث لا نكون معهم إلاّ "قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" (أع 4: 32) حينها وفي الوقت الذي نتذوّق فيه تلك الوداعة الرائعة، يصمت صخب الجشع على الفور، وتهدأ ضوضاء الآلام، ولا تعود نكترث لأيّ شيء ضارّ، ونستريح استراحةً سعيدةً وساكنةً في وداعة الحبّ الأبوي. في سكون هذا السبت الثاني، لا تدع المحبّة الأخويّة أيّ رذيلة قائمة... ممتلئًا من طيبة هذا السبت الساكنة، هبّ داود بترنيمة اغتباط:
"أَلا ما أَطيَبَ، ما أَحْلى أَن يَسكُنَ الإِخوَةُ مَعًا!" (مز 133[132]: 1).
#شربل سكران بألله