نتأمل مع القديس إسحق السرياني في إنجيل اليوم:
« أَفما كانَ يجِبُ عليكَ أَنتَ أَيضاً أَن تَرحَمَ صاحِبَكَ كما رحِمتُكَ أَنا؟»
إنّ الرّحمة من جهة، والحكم العادل الصرف من جهة أخرى، إذا ما توافرا معًا في النفس ذاتها، هما بمثابة إنسانٍ يعبدُ الله والأصنام في المنزل نفسه.
إنّ الرّحمة معاكسة للحكم العادل الصرف.
إنّ الحكم العادل الصرف يفترض توزيع الكيل نفسه على الجميع.
فهو يعطي كلّ واحدٍ ما يستحقّه، لا أكثر. كما لا يُرَجِّحُ كفّة أحد ولا يميّزُ في التوزيع.
أمّا الرّحمة، فهي ناتجة عن النعمة وتوزّعُ المحبّة نفسها على جميع البشر.
إنّها تمتنعُ عن عقاب أولئك الذين يستحقّون العقاب، وتفيضُ إلى أقصى الحدود على أولئك الذين يستحقّون الخير.
إذًا، فإنّ الرّحمة هي من جهة العدالة، فيما الحكم العادل هو من جهة الشرّ. وكما أنّ حبّة الرمل لا تزن مثل كميّة كبيرة من الذهب، كذلك فإنّ حكم الله العادل لا يزن مثل رحمته.
مثلما تقعُ حفنة الرمل في المحيط الواسع، هكذا تكون خطايا كلّ البشر مقارنةً بالعناية وبالرحمة الإلهيّتين.
وكما أنّه لا يمكن لحفنة من الغبار أن تسدّ ينبوعًا يتدفّق بغزارة، كذلك لا يمكن لشرّ البشر أن يهزمَ رحمة الخالق.
إنّ ذاك الذي يحتفظُ بحقدهِ وهو يصلّي هو كالإنسان الذي يزرع في البحر ويتوقّع الحصاد .
#شربل سكران بألله