28 May
28May

مَن رآني رأَى الآب


"طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله" (مت 5: 8)، بالتّأكيد، لا أحد يستطيع رؤية الله -بحسب عظمته التي تفوق كل وصف- إذ هو قال ذلك لموسى: "أَمَّا وَجْهي فلا تَستَطيعُ أَن تَراه لأَنَّه لا يَراني الإِنْسانُ وَيحْيا" (خر 33: 20). ولكن بحسب حبّه وطيبته تجاه الانسان وقدرته المطلقة، يمنح الذين يحبّونه امتياز أن يشاهدوه، لأنّ "ما يُعجِزُ النَّاسَ فإِنَّ اللهَ عَليهِ قَدير" (لو 18: 27). إنّ الإنسان نفسه لن يرى الله، لكنّ الله إن أراد، سيجعل رؤيته ممكنة، لمَن شاءَ هو أن يراه من بني البشر، متى شاءَ ومثلما شاء. لقد رأوه في السابق بفضل الرُّوح القدس بحسب النبوءة، ثمّ رأوه بفضل الابن وفقًا للتبنّي، كما سيَرونَه في ملكوت السماوات وفقًا للأبوّة. فإنّ الرُّوح يُعِدُّ مسبقًا الإنسان لابن الله، والابن يقودَه إلى الآب، والآب يعطيه طبيعة خالدة وحياة أبديّة نتيجة لكل من يرى الله. فإنّ أولئك الذين يرونَ النور يكونونَ في النور ويشاركونَ في إشراقه؛ وهكذا، فإنّ أولئك الذين يرونَ الله يكونون في الله ويشاركون في عظمته. لأنّ عظمة الله تعطي الحياة؛ وبالتالي، فإنّ الذين يرونَ الله يشاركونَ في حياته.



#Saintcharbel22 

#شربل سكران بألله 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.