شهد الأب أنطونيوس نعمة :
في أوان حراثة الكروم وتقليمها، ذهبت وجمهور ديري عنّايا، من رهبان وأجراء، إلى كرم المحبسة للشغل فيه.
وحدث في أثناء ذلك أن رأينا حيّة رقطاء، ذات منظر مرعب، فأسرعنا إلى قتلها، وما إستطعنا.
فكانت تجول ميداناً في تلك الجلالي، وهي تصفر صفيراً كريهاً مفزعاً، رافعة رأسها حيناً، وحيناً ذنبها.
ولمّا أعيتنا الحيلة، وإعترانا الخوف الشديد، إنتبهتُ وصرختُ :
أين بونا شربل؟
نادوا عليه.
وقد كان يشتغل وحده في منعطف من الكرم محجوباً عنّا، فأتى في الحال.
ولمّا صار مقابل الحيّة، جمدت في مكانها، ووقف هو وقال :
لا تمدّوا إليها يداً.
وكان في يد كلّ منّا : هذا حجر، وذاك معول، وآخر مسّاس.
فإلتفت إليها قائلاً، ومادّا يده :
روحي من هنا.
فآنسلّت أمامه وما زال يومئ إليها بإشارة يده حتّى توارت، ثمّ عاد إلى عمله.
فحمدنا الله على نجاتنا.
وكان من عادته، ألاّ يقتل حيواناً، أو حشرة سامّة، ولو حقيرة، كالنملة أو العقرب، وذلك لرقّة شعوره، ولإفتكاره بأنّ الله هو الذي أوجدها، وهو يتدبّر بأمرها.
#شربل سكران بألله