للخوري مخايل صافي
اليوم السادس والعشر
وننتأمّل: يا سلطانة جميع القدّيسين.
يا سلطانة السماوات والأرض لنتصوّر ألوفًا وملايين من القدّيسين والقدّيسات يحيطون بعرش عظيم جدًّا هو عرش مريم العذراء ويكرّمونها بمدائحهم وأناشيدهم داعين إيّاها سلطانتهم وملكتهم. على أنّ سيّدتنا مريم العذراء ليست هي فقط سلطانة القدّيسين بل هي أيضًا سلطانة السماء والأرض وما فيهما.
وقد وضع ابنها يسوع المسيح في يديها هذا السلطان ليرفع مقامها لأنّها أمّه والابن الذي يكرّم أمّه كأنّه يكرّم نفسه. فهنيئًا لنا نحن سكّان الأرض لأنّ مريم العذراء هي سلطانتنا وملكتنا. ولنا فيها ملء الثقة والدالّة. وهي تحوي في ذاتها الكرم والسخاء والحنان وكلّ الصفات والفضائل التي تؤهّلها لتكون ملكة وسلطانة. فلنفرح إذًا ولنبتهج ولنجتهد أن نكون لسلطانتنا جنودًا مخلصين. فالجندي المخلص الأمين يبذل كلّ ما بوسعه من قوّة وشجاعة للدفاع عن كرامة ملكه... هكذا نحن جنود مريم العذراء يجب علينا أن لا ندخر شيئًا في سبيل الدفاع عن كرامة سلطانتنا وملكتنا مريم العذراء. ولنسع بأن تنشر إكرامها ومحبّتها بين الجميع. ومحبّة العذراء ضمانة الخلاص.
خبر بينما كان احد المبشّرين يجول موزّعًا نشرات وكتبًا رأى رجلاً شيخًا جالسًا يصلّي مسبحته. فقال في نفسه سأنزع هذه المسبحة الخرافية من يده.
فمال إليه وحيّاه بالسلام وجلس قربه إلى أن أتمّ الشيخ صلاته.
فقال للمبشّر: من حضرتك؟
- أنا مبشّر بالدين! بأي دين تبشّر؟
- أبشّر بدين المسيح
– وهل تظنّ أنّنا غير مسيحيّين أتيت تبشّرنا؟
أنتم مسيحيّون يا عمّاه ولكن يعلّمونكم أمورًا زائدة عن الدين وليست في الإنجيل ولا المسيح علّمها
– ما هي هذه الأمور الزائدة التي لم يعلّمها الإنجيل؟
- هذه المسبحة مثلاً التي تكرّر فيها عشرات المرّات صلاة واحدة. فإذا قلت لك عشر مرّات نهارك سعيد أما تنفر منّي وتحسبني أهزأ بك؟
أجابه الشيخ. مهما يكرّر الطفل لفطة "ماما" فلا تنفر منه أمّه بل بالعكس كلّما ناداها "ماما" هزّ وترًا من أوتار قلبها.
وهذه هي الحال عندما نكرّر صلاة السلام لأمّنا مريم العذراء.
فإذا قلت لي نهارك سعيد مرّة واحدة وصمتُ مدّة نصف ساعة وأنت جالس بقربي لا تكلّمني ظننت بك مسًّا في عقلك.
فنحن الذين نريد أن نقضي بعض الوقت مع أمّنا مريم العذراء لا يليق بنا أن نقول مرّة واحدة السلام ونصمت بل يجب أن نحدّثها. فتكرارنا السلام هو حديثنا معها، ومعنى حديثنا هذا حبّ وإكرام وطلب حاجاتنا.
وقولك إنّ المسبحة من الأمور الزائدة عن الدين ولم يعلّمها الإنجيل فأنت غلطان يا حضرة المبشّر لأنّ الإنجيل يذكر لنا أنّ الملاك قال للعذراء: "السلام لك يا مريم يا ممتلئة نعمة الربّ معك"، ولـمّا زارت العذراء خالتها أليصابات يقول الإنجيل، إنّ أليصابات امتلأت من الروح القدس وقالت لمريم: "مباركة أنتِ في النساء ومباركة ثمرة بطنك".
أليس هذا كلّه من الإنجيل؟
ثمّ نريد نحن أن نكرّم هذه العذراء التي صارت أمّ الله ونطلب منها فنقول لها: "يا قدّيسة مريم يا والدة الله صلّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا".
فقال المبشّر: لا تكفر يا عماه وتدعو امرأة هي كباقي النساء "أمّ الله".
فقال الشيخ: أنت الكافر لأنّك لا تدعو مريم العذراء أمّ الله.
فالروح القدس دعاها أمّ الله إذ أوحى إلى أليصابات أن تقول لها، من أين لي أن تزورني أمّ ربّي! ولكنّك أنت من المبشّرين الذين قال عنهم سيّدنا يسوع المسيح: يأتونك بلباس الحملان وهم ذئاب خاطفة والذئب ليس له إلاّ العصا.
وبحماس وغضب تناول الشيخ عصاه ليضرب بها ذاك الذئب فولّى هاربًا!
إكرام: لا تصدّق المبشّرين الكاذبين الذين يحقّرون مريم العذراء وناد مفتخرًا بأنّ مريم العذراء هي أمّ الله وسلطانة السماوات والأرض.
نافذة: يا سلطانة جميع القدّيسين.
يا سلطانة السماوات والأرض تضرّعي لأجلنا.
شهر أيّار
تأمّلات في طلبة العذراء - للخوري مخايل صافي جمعيّة «جنود مريم»
#Saintcharbel22
#شربل سكران بألله