اليوم الثامن والعشرون
نتأمّل: يا سلطانة السلام
إنّ سيّدتنا مريم العذراء هي سلطانة السلام الحقيقيّ. فالسلام الحقيقيّ هو أن يكون الإنسان في حالة صلح مع الله أي أن يكون ضميره خاليًا من الخطيئة المميتة. وقلبه متّحدًا بالله بالمحبّة. وإرادته تريد ما يريده الله وتخضع لأحكامه. وفي مثل هذه الحالة يكون الإنسان حاصلاً على رضى الله ومطمئنًا إلى بلوغ سعادته الخالدة. ومن كانت هذه حالته ضمن السلام والطمأنينة. فلا يؤثّر اضطراب هذا العالم الهائج ولا تقلقه نكبات هذه الحياة وما فيها من آلام ومشقّات وحروب وأمراض وكوارث وموت لأنّ الموت طريق للوصول إلى السعادة التي يشتاق إليها ولا يحصل عليها في هذه الحياة. فسيّدتنا مريم العذراء كانت حاصلة على السلام الحقيقيّ لأنّ ضميرها كان دائمًا خاليًا من الخطيئة وقلبها متّحدًا بالله دائمًا وإرادتها تريد ما يريده الله. فأشدّ الضيقات لم تكن لتفقدها السلام الداخليّ والطمأنينة الباطنيّة. فلمّا اضطرّت أن تلد ابنها في مغارة البهائم لم يضطرّب فيها السلام الداخليّ. ولـمّا اضطرّت أن تهرب إلى مصر منجاة لطفلها من هيرودوس الملك الذي أراد قتله، وأن تكون في مصر غريبة منفيّة لم تفقد السلام. وحين رافقت ابنها في طريق الجلجلة لم يغب عنها السلام والخضوع والتسليم لإرادة الله. فإذا كنّا نحن على مثال العذراء في صلح دائم مع الله واتحاد به ومحبّة. يخيّم السلام في قلبنا ولو مهما أصابنا من نكبات في الحياة! وسيّدتنا مريم العذراء قد أعطت السلام الحقيقيّ للعالم وأعادت إليه الطمأنينة لأنّها بواسطة ابنها قد فتحت باب السماء الذي كان مغلقًا في وجه الإنسان. وصالحته مع الله خالقه. وغسلت بدم ابنها جرائم الإنسان التي كانت أغلقت بوجهه باب السماء وفتحت أمامه هوّة الهلاك. ووهبته السلام الحقيقيّ الذي يفتّش عنه عبثًا في هذه الحياة. فاطمأنّ الإنسان إلى بلوغ سعادته الخالدة!؟
💫 نموذج يخبرنا الإنجيل المقدّس أنّ يسوع لـمّا كان على الصليب وكانت أمّه واقفة بقربه والمريمات ويوحنّا الحبيب. التفت إلى أمّه وقال لها. هذا هو ابنك. ثمّ التفت إلى أمّه وقال لها: هذا هو ابنك. وبهذه الوصيّة الأخيرة جعلنا يسوع بشخص يوحنّا أولادًا للعذراء وجعل أمّه أمًّا لنا وبذلك، في تلك الساعة الرهيبة، قد تمّم يسوع رغبته الملحّة في أن لا يدعنا أيتامًا. ومريم العذراء قد تبنّتنا بملء محبّتها وولدتنا بالأوجاع والآلام إذ أنّها شاركت يسوع في آلامه. والولد الذي تلده أمّه بالأوجاع والآلام تحبّه كثيرًا لأنّه كلّفها كثيرًا. ولهذا فهي تحبّنا كثيرًا. وتريد سعادتنا وخلاصنا، وتساعدنا على ذلك شرط أن نبادلها محبّتها.
💫 إكرام: اجتهد أيّها المسيحيّ أن تكون مثل مريم العذراء خاليًا دائمًا من الخطيئة المميتة وبذلك تكون حاصلاً على السلام والطمأنينة.
💫 نافذة: يا سلطانة السلام تضرّعي لأجلنا.(للخوري ميخايل صافي )
#Saintcharbel22
#شربل سكران بألله