اليوم السابع والعشرون
نتأمّل: يا سلطانة الحبل بلا دنس
لنتصوّر حقلاً من الزنابق اجتاحته عاصفة شديدة قاقتلعت زنابقه وحطّمتها وألقتها في الأوحال. لكن زنبقة واحدة نجت بأعجوبة سماويّة وبقيت سليمة لم تؤثّر فيها تلك العاصفة. ولنتصوّر أيضًا بستانًا مملوءًا من الأشجار النضرة المثقلة بالأثمار الشهيّة اللذيذة ثارت عليه آفة أسقطت أوراقه وأفسدت ثماره لكن شجرة واحدة سلمت بأعجوبة سماويّة من الآفة وسلمت ثمارها.
فهذه الشجرة وتلك الزنبقة هما سيّدتنا مريم العذراء التي استثناها الله تعالى بأعجوبة من حقل البشريّة الذي اجتاحته عاصفة فساد الخطيئة الأصليّة، استثناها من بستان الإنسانيّة
وحفظها من دنس الخطيئة الأصليّة التي تدنّس بها كلّ البشر حتّى أعاظم الأبرار وأكابر القدّيسين. إنّ الله قد ميّز سيّدتنا
مريم العذراء من بين البشر بهذا الإنعام لأنّه كان مزمعًا أن يجعلها أمّا لابنه يسوع المسيح. وشرف ابن الله يقضي بأن يولد من أمٍّ لم تتلوّث بدنس الخطيئة الأصليّة لأنّ دنس الخطيئة الأصليّة يعرّي الإنسان من نعمة الله ومن حقّ البنوّة له ومن حقّ دخول ملكوت السماء.
فسيّدنا يسوع المسيح لم يشأ أن تكون أمّه ولا دقيقة واحدة عدوّة الله وابنة للشيطان. إنّ الله قد خلق مريم العذراء لتسحق رأس الشيطان فكيف يليق بها أن تخضع لسلطانه بسبب الخطيئة الأصليّة؟ إنّ سيّدتنا مريم العذراء الوديعة المتواضعة التي لا تفتخر ولا تتعظّم بل هي
*معلّمة الوداعة والتواضع* قد افتخرت وقالت لبرناديت التي سألتها من أنت يا سيّدتي؟ وأجابتها *أنا التي حُبل بها بلا دنس الخطيئة* .
إنّ دنس الخطيئة يشوّه جمال النفس ويجعل الله يحوّل وجهه عنها. فمريم العذراء يحقّ لها أن تفتخر بأنّ الله لم يحوّل وجهه عنها لحظة واحدة بل كان دائمًا مسرورًا بجمال نفسها ونقاوتها. وبأنّ الشيطان لم يستطع أن يستولي على نفسها ولا دقيقة واحدة.
ونفتخر بذلك ونحرّض الذين يكرّمونها على طلب هذا الافتخار فيهربوا من الخطيئة التي تشوّه نفوسهم. وإذا سقطوا بالخطيئة وتشوّهت نفوسهم يسرّها أن يسرعوا حالاً إلى تنقيتها بواسطة التوبة والاعتراف.
💫 خبركان خوري الرعيّة قد علّم الابنة برناديت أن تسأل السيّدة التي تظهر لها في المغارة عن اسمها. فلمّا ظهرت سألتها برناديت: ما اسمك يا سيّدتي؟ فأجابت السيّدة أنا التي حُبل بها بلا دنس الخطيئة. فإعلان العذراء هذا جاء إثباتًا لعقيدة الحبل بلا دنس التي كان قد أثبتها البابا بيوس التاسع قبل أربع سنوات من ظهور العذراء للابنة برناديت. فجاء كلام العذراء هذا تأكيدًا لتعليم الكنيسة المقدّسة المعصومة عن الغلط بتعليمها الحقائق الدينيّة.
هذا وقد طلبت العذراء من برناديت أن يكرّموها بهذا الاسم أي البريئة من دنس الخطيئة. فأخذ الناس الذين يزورون المغارة يكرّمون العذراء بهذا الاسم. ومن ذاك الحين تأسّست أخويّة الحبل بلا دنس. وما برحت أن انتشرت في العالم كلّه وكثر عدد أبنائها حتّى أصبح يعدّ بالملايين.
💫 إكرام: اجتهد أن تكون من أبناء أخويّة الحبل بلا دنس لأنّ العذراء قد طلبت بفمها المقدّس من برناديت أن يكرّموها بهذا الاسم.
الخوري ميخايل صافي
#شربل سكران بألله
#saintcharbel22